( يحشر الناس يوم القيامة حفاه عراه غرلاً . قلت يا رسول الله : النساء والرجال جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض ؟قال صلى الله عليه وسلم ( ياعائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض ) وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الأمر أشد من أن يهمهم ذلك )
بعد ذلك ينتظرون أن يأتي الله عز وجل لفصل القضاء .... ينظرون ويقفون ويقفون وقفة طويلة اختلف العلماء في الآثار الواردة كم مقدارها في هذا المقام
ثم يذهب رؤوس الناس إلى الأنبياء وهو في مقام الشفاعة العظمى
وكلما نظرت وجدت البشر كلهم مثلك ..ولا كلمة إلا كلمة واحدة ينطق بها كل الناس .....كل الذين من حولك ...يقولون ( نفسي .... نفسي ))
. وفي هذا المقام أيضا تدنو الشمس من رؤوس الخلائق وفي مسند الإمام أحمد .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) لعظمه الرحمن تبارك وتعالى يوم القيامة حتى إن العرق ليلجم الرجال إلى أنصاف آذانهم
.................................................. .................................................. ............
. وبعد ذلك يبدأ العرض وتطاير الصحف وتخشع الأصوات قال الرب عز وجل ( وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً )
( يومئذًٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيه )
و الصحف تنشر ..صحائفنا التي فيها حسناتنا وسيئاتنا تتطاير وتملأ السماء
بلايين البلايين من الصحف ..... بعدد الخلق .....صحفهم معلقة ...فيها كل أعمالهم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
فأما الذين اسودت وجوههم ...أكفرتم بعد إيمانكم ....وما عملت النفس من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ..ويحذركم الله ....ويذكركم بوقوفكم بين يديه
يوم يعض الظالم على يديه ... ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً ....ياليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً يوم هم بارزون ...لا أحد يختبيء .....لا يخفى على الله منهم شيء....
يوم يتذكر الانسان ماسعى ....................تتذكر ...معصيتك ..............شريط حياتك سيمر أمامك ياويلتي ....ياليتني قدمت لحياتي ....حياة الخلود الحياة الحقيقية وليست الدنيا الفانية
يوم تجد كل نفس ماعلمت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً .......ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير
يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً ياويلتى ياليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ) ...ويقول : .ياليتني كنت تراباً ...بعد ان يرى الحيوانات والبهائم تتحول إلى تراب
لقد أعرضتم ...وسخرتم ...
...عملتوا كل شيء تريدونه ....ورفضتم الحق والذكر إذ جاءكم وسخرتم من كل من يدعوكم للخير لأنفسكم واتخذتم عباد الله سخرياً وغرتكم الحياة الدنيا وغركم بالله ...الغرور
أخذتم الحرية بالشكل الذي ترونه حرية ....فكيف تتقون ؟؟؟؟
من يشتري يوم شديد..... بستين سنه ؟؟؟
أعقولنا ضعيفة لهذه الدرجة ؟؟؟؟
من أجل حجاب تكرهين لبسه ؟؟؟
من أجل طاعة لا نريد أن نعملها ...من أجل خمر وزنا وفجور ...لا نريد أن نتركهم
.................................................. .................................................. ...
في هذا المقام لا يذكر أحد أحداً كما جاء عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت النار فبكت فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ما يبكيك؟ قالت ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟؟؟ فقال رسول الله أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا : عند الميزان حتى يعلم أيخف الميزان أو يثقل... وعند الكتاب حين يقال ( هاؤم أقرء كتابيه ) حتى يعلم أين يقع كتابة أفي يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره ...وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم )
وفي رواية أخرى : ( ومن نوقش الحساب هلك )
ولماذا من نوقش الحساب عذب وهلك ؟؟
لان لا عذر لنا فنعتذر ولا قوة لنا فننتصر ... لا أحد له عذر .. لأجل ذلك من نوقش في الحساب فإنه يعذب .. لن تتكلم حتى تعتذر .............لقد كنت تتكلم في الدنيا ...وتركك الله تتكلم كما تشاء ...وتكتب كما تشاء ...أما في الآخرة ...فلا ...لن يسمح لك ...لقد اخذت فرصتك في الدنيا ..ومنحك الله الوقت للتوبة والإنابة ..لكنك أصررت على مخالفة أمره وبارزته بالمعاصي يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون نسأل الله أن يحاسبنا حساباً يسيرا كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو......
.................................................. .................................................. .......................
ثم بعد ذلك يحبس الله الناس في ظلمه دون الجسر ... بعد الميزان
إن الله يحبس الناس في ظلمه دون الجسر ثم يجعل الله نوراً وكل يأخذ من هذا النور على قدر عمله في الدنيا .. فأنا وأنت الآن في مجال جمع هذا النور ..... وهو نور الدنيا لا يرى ولا يحس ... نور معنوي في القلب .. لكنه في الآخرة يحس , نسأل الله أن لا يخزينا ......لكن الإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي ... ولكن بالعمل
وطبعاً الناس على الصراط تجري بهم أعمالهم وأنا وأنت نعمل .... والأن قبل أن يأتي الموت فجأه...علينا أن نستعد
ثم يسير الناس على الصراط فمنهم من يجري كلمح البصر ... طبعاً لمح البصر نسأل الله ,..... ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يكون كالريح ومنهم من يمر على الصراط كالطير ومنهم من يمر كراكب الخيل ومنهم من يركض ركضاً ومنهم من يسعى سعياً ومنهم من يمشي مشياً ومنهم من يزحف زحفاً
والمنافقون في هذا المقام تنطفئ بهم أنوارهم لأنهم يخادعون الله والله خادعهم قال الله عز وجل : يوم يقول المنفقون والمنافقات للذين أمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل أرجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً )
ولأنهم أشد على الإسلام من اليهود والنصارى فإنهم في الدرك الأسفل من النار تأخذهم كلا ليب وتلقيهم في النار تحت اليهود والنصارى
ثم بعد ذلك يحبسون في قنطره وهي بين الجنة والصراط
>>>>>>>>>
ففي هذه القنطرة يحبسون من أجل مظالم كانت بينهم ويبن بعض في الدنيا
وقبل أن تغلق عليهم يؤتى بالموت بين الجنة والنار على هيئه كبش أملح يعني أبيض ثم يقال لأهل الجبة : يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون وينادى أهل النار : يا أهل النار فيشرئبون وينظرون
فأهل الجنة خافوا أن يخرجوا من الجنة وأهل النار طمعوا أن يخرجوا من النار فيقال لهم . هل تعرفون هذا؟ فيقولون نعم الموت فيذبح بين الجنة والنار فلا موت بعد ذلك أبدا
.................................................. .................................................. ..........................
أغلقت الجهاز....وأخرجت الشريط الذي كنت أستمع إليه ...وأغلقت المذكرة التي كنت أقرأها ........
استرخيت وجلست أتفكر في حال هذه الدنيا الغدارة ....تمنيت أنني لم أخلق أصلاً ....فإذا كنت أخاف من الموت ...فالأمر الأخطر ..هو ما بعد الموت .؟؟؟؟ ولكن حينما تذكرت أنني مسلمة وان رحمة الله قد تتداركني وأن المؤمن سيؤمنه الله في ذلك اليوم وأنه سيكافأ بالجنة التي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب أحد من البشر ....اشتقت للجنة ....استبشرت برحمة الله وظننت أن الله سيرحمني ....وسيدخلني برحمته جنته ....ومع ذلك ...لابد من الخوف ....الخوف من النهاية والخاتمة ...كيف ستكون نهايتي ....كيف سيختم لي ....والأهم من هذا كله ..هل تقبل الله عملي القليل وهل غفر لي ذنبي الكثير ....هل ...هل ...هل ..كثيرة هي أسئلتي الحزينة والوجلة ...وأخاف ان يحدث الزلزال ...ونحن في غفلة عنه
لا أريد أن أستعيد تلك المشاهد المخيفة ...ولكن لابد منها ...إنه يوم ثقيل ولابد من الاستعداد له
>>>>>>>>>>>>
لكني لا أريد أن أخاف ولا أن أكتئب ...في الحقيقة ...اشتقت لأن أرغب في الجنة وأفكر فيها ....وسألت نفسي ....ماهي أعظم لذاتها ...(رؤية وجهه سبحانه )...أنها لذة تجعلك تنسى الجنة وتذهل عنها ........
.................................................. .................
وبعد أن يدخل أهل الجنة الجنة .... يدعو الله عز وجل أهلها لزيارته الزيارة العامة حيث تدخل عليهم الملائكة بالتحف والهدايا من كل باب ويسلمون عليهم ثم يقولون : إن ربكم يدعوكم لزيارته فيزورونه ويتجلى لهم سبحانه وينظرون إلى وجهة ويكلمهم ويكلمونه ويقول لهم : السلام عليكم يا أهل الجنة ويقول لهم : ( يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك . فيقول هل رضيتم؟ فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ! فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك . قالوا يا رب وأي شيء أفضل من ذلك ؟فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ) حينما أقرأ هذا الحديث يقشعر بدني ثم يلين جلدي وترتاح نفسي ...وكلما ذكرته ....ازددت شوقاً وأملاً
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن فتنة القبر ونسألك الفردوس الأعلى من الجنة يارب العالمين ونسألك لذة النظر إلى وجهك .....والشوق إلى لقاءك ....ونسألك أن تحل علينا رضاك في الدنيا والآخرة ....
فلا تسخط علينا بعده أبداً ...اللهم آمين